
منذ أن عرفت الصحافة عرفتها فضاء للتنوير وصناعة الرأي العام في كل البلدان بل وتسمى صاحبة الجلالة لما لها من قيمة بين الناس ، بها يستنير الإنسان ويعرف حقوقه المكرسة في دستور 2011 وفي المواثيق الدولية.
فهي حق للمعرفة وحق وللتعبير والنشر، ولكن يا أسفاه أصبحت مجالا لمن هب ودب في مغربنا يقتحمه بل وينتسب إليه ما يسمي نفسه في مواقع التواصل الإجتماعي بصحافي معتمد ، ولا يدري هؤلاء أن هذا الجمع لا يستقيم بين الكلمتين أصلا، فالصحافي هو ممارس للمجال وفي مقرات هيهآت التحرير. ويعرف ماهو قانون الصحافة والنشر، وماهي المسؤولية الجسيمة على عاتق الصحافي بإعتباره ينتمي لمجال يسمى السلطة الرابعة.
الصحافة المعتمدة هي التي يمثلها مراسلين للإعلام الدولي سواء المكتوبة أو السمعية البصرية ، فتجربتي كعاشق للمجال متعاون مع منابر جهوية قبلا وكاتب للرأي بعدد من المنابر الإعلامية والمستقر الآن مع جريدة شهيرة وقديمة بتاونات وهي صدى تاونات ، جعلتني أصادف كثيرا من الناس من أصبحت لهم الصحافة هي اللايف وهي المشاهدات وهي كم لك في القناة من المشتركين ، وما هو اسم قناتكم ، رغم أنني في أحايين عديدة أقدم نفسي متعاون مع مؤسسة وهي اعلام مكتوب ورقي وإلكتروني لأعطي فكرة ضمنية للمتلقي السائل أمام مؤسسة مستقلة.
ولكن على ما بدا لي أنه هناك نوع جديد من الإعلام هو المنصات الإجتماعية وهو أمر واقع وهو إعلام اللايفات ‘وجي يا فم وقول ‘ كما يقال في العامية ، فالإعلام بالفعل يعيش صراع البقاء اليوم ، بفضل اجتياح الرقمي المستعمل في السلبي ، وهو أمر أستوعبه كمهتم بهذا المجال وهو في الإحتضار مع الأسف إن لم أجازف.
وجب القول أن النهوض بالمجال يحتم أن يعاد النظر في هذا القطاع سواء من الجهات الوصية ، كوزارة الإتصال بالحد من إنتساب غرباء للمهنة وتأطير المراسلين الذين يقومون بأدوار مهمة في القطاع…
المراسلون هم الذين لهم تكوين أكاديمي رصين، وليس مراسلين على المقاص من يتقنون وضع العناوين على فيديوهات صفحات المواقع الإلكترونية، ويشغلون أزرار المباشر على المنصات الإجتماعية بهواتفهم.
هذا على الأقل ما أعرف عن الصحافة المحترمة والتي ساهمت في رقي المجتمعات والتي عاشت فترات مزهرة بالمغرب قبل حلول عصر الأنترنيت .