فن وثقافة

من يوميات معلمة في نواحي كرامة:(6)


-اعجامو ،اوسادة والله انا كليت اعجامو،،
ينفجر الجميع بالضحك وانا أنظر إلى هذا الطفل البرئ ،فهو أصغر تلميذ في القسم ،حكيم ذو العينان الخضراوان والشعر الأشقر المشعت،فهو يكره أن يحلق رأسه أو يمشطه، يحبه مشعثا، رغم الضرب والتعنيف يصرخ ويهرب من الحلاق.

عمي لحو العجوز حلاق اغرم، ويحب اللعب متمرغا كقرد في التراب، لهذا يبدو دوما في حالة وسخة ،إلا أنه مع مرور الوقت حاولت أن أغير من طبعه، فأصبح يهتم قليلا بنفسه وملابسه حتى لا انهره، فهم يخيفونه، غادي تضربك اسادة ايمعفون، لكنه يحتفظ بشعره المنفوش.


تقاطعه،بنت عمه لبنى،،التي تعيش معه في نفس البيت
راه باحلو كيعجبو، اعجامو يهرسو بتصمارت فيه اديف كيفرق علينا اديف.


تتعالى قهقهاتهم في أرجاء الفصل، ليكمل فيصل قائلا: انا بابا قالي جمع طبسيل عظام الرأس رميه برا للكلاب، باش ميبقاش فيك بوهراس، سكت قليلا، ليشرح لي: أنا اوسادة كنهرس الماعن بزاف فدار ، ولكن نهار تاني عيد حنا مولفين ناكلو ريوس،واحد ديال الفضيلة،والثاني ديال العيد، كيباتو يطيبو فوق مجمر فاخر، وصباح نفطرو بهم ،وحيت فيا بوهراس راه أنا هاد العام اللي رميت عظام الرؤوس للكلاب، باش صافي نبرا منعاود نهرس شي حاجة ..


تضحك محجوبة اخته قائلة اوسادة، راه غير بارح قلب صينية،وهرس جوج كيسان، وتقلب البراد عامر اتاي، وبابا كيغوت حتى تاقليلت داز عليها عامرة بالما بارد ضربها برجليه، نهار العيد وبقى باحلو مسكين كيغوت عاد شراها فسوق كرامة، يضحك الجميع.

أما سفيان فهو يقول: حنا تدوارت كبيرة ولكن أنا مكنحملش شحمة اوسادة، كنت كنسرق لهم تاسا وماحلو كتغوت، اويلي، شكون ياكل تادونت بلا تاسا.

تتعالى الضحكات من جديد، وأنا أتمنى لهم عطلة سعيدة ،فقد كان هدا آخر يوم من السنة الدراسية يوم التوقيع، قررت أن أقيم لهم حفلة، بعد عودتهم من أجواء عيد الاضحى، لايزالون يرتدون ملابس العيد يتباهون بها والحناء في الأيادي، فرحون، يغنون ويرقصون وهم يتناولون قطع الحلوى والمونادا والعصير.

أمعن النظر في هذه الزهور الجميلة، سأشتاق إليهم، ساشتاق إلى هذا المكان، ربما أعود يوما من يدري، تترقرق في عيني دمعة وأنا أنظر إلى مقعده الشاغر، ودقيقة صمت ترحما عليه، شعرت برغبة ملحة في الذهاب إلى رؤيته، ترى لو كان هنا ماذا سيقول ماذا سيحكي عن أجواء العيد؟ طبعا لن يتحدث عن الملابس والحلوى؟ سادة،سادة أنا كنعرف نسلخ، راه شحال من مرة كنعاون بابا إلى ذبح شي نعجة ولا خروف وداروا الوزيعة في اغرم، آه راه كندبح القنون والدجاج آه رضا اشتقت إلى حديثك، سادة،واحد نهار مكاين حد فيغرم من الرجال، وبقات كتغوت ماما حدو، جارتنا العجوز، التي تعيش وحدها بعد موت زوجها وذهاب ابنها الوحيد إلى الشمال للعمل، تخنقات لها واحد معزة، والله اوسادة أنا دبحتها وراتلي كيف ندير ،وسلخناها أنا وهيا ، وفاش طيبت تيتليوين جابتلي واحد المتك للدار، الا تخاف السكين والدماء رضا؟طبعا لا لا استاذة أنا رجل ماشي طفل صغير، أنا ارياز اوسادة مكنخاف والو…

ه رضا أيها الطفل الرجل …هاهو اوسادة راه فيه ازكار خاص يكمل عام عاد نحيدوه، تقول ضحى وهي تشير إلى أحد القبور شامخ كما أنت أيها البطل.

يتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock