أخبار إقليميةأخبار جهوية

رؤية للتنمية الثقافية والحضارية: وعد ووفاء.


عبد النبي الشراط
في الواحد والثلاثين من شهر يوليو/ تموز 2017، صدر من هذه الصفحة نداء للتاريخ، الذي توجه بالأساس بداية لأبناء وبنات دائرة غفساي بإقليم تاونات.. ومن خلال سطور النداء القليلة لخصنا مشكل التنمية بدائرة غفساي والمناطق المجاوة لها، ليعم النداء في وقت لاحق كافة تراب إقليم تاونات.


كانت الاستحابة للنداء قوية جدا، ومع مرور الوقت، ارتأى الكثيرون عدم دعمهم للمشروع، وكان ذلك حقا مشروعا لهم، وعلى مدى سنة كاملة خضنا معركة من أجل حصولنا على الوصل النهائي أي سنة كاملة صرفنا فيها كل مجهوداتنا وركزنا على حقنا في انتزاع هذه الورقة العجيبة.. وبمجرد حصولنا عليها كان أول عمل قمنا بتنفيذه هو حصولنا على مقر مستقل خصصناه ليكون مأوى للمشروع..


خلال السنة البيضاء (قبل الوصل) أطلقنا مبادرة قراءة الكتاب وهكذا قمنا بتوزيع أكثر من ألفي كتاب استفادت منه مؤسسات تعليمية رسمية، وبعض الجمعيات الجادة، أي أن مشروعنا بالأساس ثقافي تنويري، وبدأنا العمل..


بعض مما تحقق كان حلما كالمشروع نفسه الذي حلمنا بتأسيسه فأصبح واقعا..


ثم حلمنا بفتح مكتبة عمومية يستفيد منها كل من يهمه الأمر، فكانت مكتبة (نادي رؤية للكتاب) بأورتزاغ، وزودنا المكتبة بأهم المراجع الثقافية والفكرية والتاريخية وسواها، وقد استأنفت المكتبة نشاطها بشكل رسمي ابتداء من ثاني أكتوبر 2021، وهاهي الٱن تحتضن الأطفال والشباب والباحثين، وسنعمل جاهدين على تطويرها وتحسينها لتصبح مكتبة نموذجية بحق.


وبما أن المكتبة أنشئت في قرية صغيرة تحيط بها الجبال والوديان، قلنا لما لا نعمم الفكرة على مناطق أخرى.. فكان نداؤنا الثاني للجماعات المحلية لمساعدتنا في إنشاء مكتبة في كل جماعة قروية وبلدية بإقليم تاونات..


وبما أن السادة المنتخبون لا تعنيهم الثقافة بقدر ما تهمهم الانتخابات.. فلم يستجيبوا لنا.. لكننا لم نيأس منهم وما زلنا ندعوهم للمساهمة في هذا المشروع الثقافي الفريد من نوعه في المنطقة.


وخلافا للجماعات المحلية فاجأتنا مؤسسة حكومية بتبنيها لفكرة إنشاء مكتبة.. وكانت دار الشباب گلاز، هي الحاضن الثاني للمشروع، وقد تم بحمد الله إنشاء مكتبة ثانية تحت مسمى (نادي رؤية للقراءة) وبالموازاة مع افتتاح المكتبة نظمنا أنشطة ثقافية وإبداعية كانت ناجحة بكل المقاييس، ويرجع الفضل في إنجاح (ملتقى الثقافة والإبداع) إلى رجل يقف موقف الرجال حيث بذل جهدا مضنيا كان له الأثر الطيب في نفوس كافة المشاركين والمشاركات في الملتقى، ولم يكن هذا الرجل سوى مدير دار الشباب گلاز، الأستاذ يوسف اليزيدي، وبمعيته مجموعة من الشباب المتعلمين الذين استحسنوا الفكرة فهيأوا لها ما تستحق من ظروف الاستقبال والمتابعة.


وبما أن الفكرة ثقافية إبداعية صرفة، فكان لابد أن يشاركنا فيها رئيس مؤسسة نادي الكتاب بالمغرب الأستاذ. عبد الحق أسويطط، الذي دعم مشروع المكتبة بأكثر من 300 عنوان كتاب تشمل مختلف الأجناس الفكرية والإبداعية.. كما ألقى الأستاذ اصويطط محاضرة بعنوان: لماذا نقرأ؟
وبما أن الملتقى كان منفتحا على كل الفعاليات التي تشتغل في إطار منظمات المجتمع المدني، فقد إستجابت (جمعية الوحدة للتنمية والتعاون/ بابت البير) فأضفت على الملتقى حلة قشيبة من المتعة والتشويق بواسطة فرقتين رائعتين تضم تلميذات وتلاميذ منطقة بابت البير بغفساي، مثلت الفرقة الأولى مسرحية (ناي) للكاتب المسرحي محمد بلغازي الذي حضر من الرباط خصيصا لمتابعة محهودات الفرقة المسرحية التي أدت أدوارا رائعة صفق لها الجمهور، وتمثلت الفرقة الثانية في تلميذات أدت لوحات استعراضية غنائية مميزة، استمتع بها الحاضرون والحاضرات.


الفضل في تأطير تلاميذ وتلميذات بابت البير يعود بالأساس للإطارين التربويين القديران: الأستاذ حسن بواط والاستاذة ميلودة الزروالي.


وبما أن فقرات الملتقى كانت متعددة ومتنوعة، فقد أبى المدرب الدولي المقتدر والخبير الثقافي الأستاذ ربيع الإدريسي من الرباط إلا أن يشارك أبناء المنطقة في هذا الملتقى الثقافي بتأطير دورة تكوينية في (الارتجال المسرحي) رفقة الأستاذ محمد بلغازي.


يومان من الحركية الإبداعية والثقافية في گلاز.. كللت بالنجاح التام.. وإلى ما هو قادم بحول الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock