تاونات/ غفساي: صفقة هنا، وتوتر هناك..
![](https://chrononews.ma/wp-content/uploads/2021/10/Polish_20211029_171224090-780x470.jpg)
الكاتب/عبد النبي الشراط.
تفيد المعلومات أن ثمة صفقة تمت بين السيد عبد الحق أبو سالم الرئيس الأسبق/ السابق/ لجماعة الرتبة بدائرة غفساي، وبين الرئيس السابق السيد البقالي تقضي بعدم متابعة البقالي للدعوى التي رفعها ضد أبو سالم وحكم فيها القضاء الإداري لفائدة الرئيس السابق، وقضى الحكم بتجريد أبو سالم من عضوية ورئاسة مجلس الرتبة بالإضافة لعضويته في المجلس الجهوي لجهة فاس مكناس، خاصة وقد سارعت وزارة الداخلية لتطبيق القانون المتعلق بعدم الجمع بين رئاسة الجماعة وعضوية الجهة، وتم انتخاب مكتب جديد للرتبة وصعد شقيق أبو سالم لرئاسة المجلس المذكور..
أما الحكم المتعلق بتجريد أبو سالم من كلتا المنصبين، (الجماعة والجهة معا) فيبقى رهين بمتابعة الطرف الذي أقام الدعوى، وبما أن وزارة الداخلية نفذت الشق الأول من العزل، ليس بناء على ذات الحكم وإنما من أجل الجمع بين منصبين، ولذلك هناك إشارات تقول بأن البقالي تراجع عن متابعة قصة تنفيذ الحكم الخاص بالعزل النهائي من المنصبين.
الإشارات تقول أن هذه الصفقة سيستفيد منها الطرفان بلا شك..
وتتمثل استفادة عبد الحق أبو سالم من البقاء في منصبه كنائب ثاني لرئيس مجلس جهة فاس مكناس، لأن المنصب هذا يعطي لأبو سالم تعويضا ماديا شهريا تتراوح قيمته بين 15 و16 ألف درهم (مليون ونصف) بالإضافة لتوفره على مكتب مكيف بالمجلس وسيارة فارهة، وتعويضات عن حضور الجلسات بقيمة 600 درهم عن كل جلسة، علاوة على استغلاله للبنزين وأمور أخرى بالمجان، إضافة لاحتفاظه بأجرته الشهرية عن وظيفته الأساسية، دون أن يشتغل.
كل هذه النقود وهذه الامتيازات التي يتمتع بها الرئيس عبد الحق أبو سالم لا يمكن للطرف الٱخر أن يتنازل عن القضية بالمجان، وإذا تنازل فعلا عن كل شيء مجانا فهذا يعني أننا أمام رجل (متصوف وزاهد في الحياة الدنيا) ونقصد به السيد البقالي من حزب التجمع الوطني للأحرار والرئيس السابق لجماعة الرتبة، وهذا مستبعد جدا في مقابل استمتاع أبو سالم بكل هذه المزايا ونعم الحياة الدنيا التي يبدو أنه يلهث وراءها لهثا وبكل الوسائل.
أما الموضوع الثاني فيتعلق بالعلاقة المتشنجة بين أبو سالم ومحمد حجيرة النائب البرلماني ورئيس جماعة تمزگانة، حيث تفيد الأخبار الواردة بهذا الشأن بأن أبو سالم يسعى جاهدا لكي يزيح حجيرة من مهمة الأمين الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة خاصة في ظل ما تم الإعلان عنه مؤخرا من طرف مجموعة من (الباميين والباميات) الذين يتهمون أمينهم الجهوي باستغلال (وظيفته) الحزبية لتحقيق مكاسب شخصية كثيرة، مثل فرض أشخاص في الانتخابات الأخيرة وتزكيتهم ضدا على رغبات المناضلين الحزبيين والمناضلات..
وتؤكد المصادر أن الكثير من المكاتب المحلية التي تم تأسيسها عشية الانتخابات الأخيرة إنما وضع على رأسها أنصار أبو سالم الذي تدرج في عدة أحزاب ويتقن لعبة المناورة والمراوغة، بدءا من حزب الاستقلال الذي يشترك في انتمائه معه السيد حجيرة، (فهما معا من مدرسة واحدة) مدرسة حزب الاستقلال، لكن أبو سالم قبل أن يلتحق برفيقه السابق في حزب الاستقلال إلى البام عرج على حزب التقدم والاشتراكية بشكل رسمي، وكان هذا الحزب سببا في إزاحته من منصب رئيس جماعة الرتبة، وعضوية المجلس الإقليمي بتاونات، بعد أن ثبت للتقدم والاشتراكية أن أبو سالم ناصر بكل الوسائل مرشح حزب العدالة والتنمية نور الدين قشيبل خلال الانتخابات البرلمانية لسنة 2016.
وبسبب ذلك تعاطف معه أنصار العدالة والتنمية خاصة وعلى خلفية اعتقاله وسجنه بتهمة إهانة وقذف رجال القضاء بمحكمة تاونات.
وبطبيعة الحال فإن أبو سالم لم يقدم خدماته الانتخابية لنور الدين قشيبل (الذي بدل بدوره انتماءه الحزبي لينتقل من العدالة والتنمية إلى التجمع الوطني للأحرار). لم يقدم خدماته بالمجان لأن ذلك مستحيل جدا جدا..
الٱن يقف الدور على السيد محمد حجيرة الذي قد يقذف به أبو سالم خارج مدرج حزب الأصالة والمعاصرة، ولا شك لن يكتفي بذلك بل سيسعى جاهدا إلى السطو على المهمة الحزبية لحجيرة ممثلة في الأمانة الجهوية للحزب، وإذا تم ذلك فإن أبو سالم سيصبح أكبر لاعب سياسي في المنطقة، وليبين للاستقلاليين أنهم حينما طردوه من الحزب ومن مهمة مراسل جريدة العلم، إنما كانوا يقدمون له خدمة لن ينساها لهم أبدا..
الٱن.. وفي انتظار ما ستؤول إليه الأحداث، واستغلال جانب الصخط المحلي على السيد حجيرة بناء على ما تقوم به حركة تصحيحية محلية وجهوية، ضد حجيرة، لأن الصخط ليس حبيسا ضده بمنطقة تاونات بل يمتد حتى فاس التي تحتضن مقر الجهة.
ويبقى السؤال مطروحا.. هل حقا سيتنازل (أو تنازل) بشكل غير رسمي الرئيس السابق للرتبة عن متابعة القضية التي رفعها ضد أبو سالم لدى القضاء الإداري؟ وينسى اتهام أبو سالم له في أول جلسة بجماعة الرتبة حين قال: بأن الباقالي ترك ميزانية البنزين الخاص بالجماعة صفر على صفر ؟
الأيام والشهور القادمة ستكشف الكثير من الحقائق، وسيعلم الذين صوتوا.. على من يصوتون!