أخبار إقليميةمقالات الرأي

تاونات: الأحزاب اللِّي هْناك.. تهديد ووعيد وقلة حياء

كتب/ عبد النبي الشراط


ما جرى ويجري هذه الأيام بجماعة ترابية تتبع لإقليم تاونات لا ييعث على الارتياح، ويدعو للقلق.. ما يحصل الٱن بهذه المنطقة يستوجب تحقيقا دقيقا من طرف السلطات خاصة وأن الأمر يتعلق بتهديد السلم الاجتماعي بالمنطقة بشكل عام، وإذا ما تم الصمت على هذه القضية فإنني أتوقع أن ينحرف القطار هناك عن سكته فيلقي بركابه في قاع سد الوحدة القريب جدا من الجماعة المعنية..


السلطة مسئولة إذا صمتت.. وتركت الأمر يمر ب (سلام).
الأحزاب السياسية الأخرى مسئولة أيضا عن ما يجري إن هي التزمت الصمت.
المجمع المدني بكافة أطيافه مسئول كذلك إن صمت ممثلوه..
الأمرخطير جدا ويدعو للقلق والخوف.


التهديد العلني بالاعتداء على شخص يستوجب من الجهات المعنية متابعة الموضوع بجدية، خاصة وأن الأمر أصبح لصيقا بحزب سياسي معين عبر أحد أو بعض ممثليه بالمنطقة، وبالمناسبة نتساءل هل أتباع هذا الحزب ما زالوا يحنون إلى سنوات الخمسينيات من القرن الماضي حينما كان هذا الحزب يدير دولة داخل دولة، كان هذا الحزب يتوفر على سجون ومعتقلات خاصة به وكان يعتقل ويصفي جميع معارضيه، وهذا مسجل في التاريخ وفي أدبيات الكتابات السياسية التي أرخت لتلك المرحلة من تاريخ المغرب، وهو ما يمكن القول بكل اطمئنان أن أسباب تخلف المغرب بشكل عام ومنطقة جبالة بشكل خاص إنما يعود لتلك الحقبة السوداء من تاريخنا الوطني..


بعد مضي أكثر من ستين سنة على استقلال المغرب الممنوح في إكس ليبان.. يبدو أن هذا الحزب لم يغير جلده بعد، وأن أتباعه الجدد يحاولون بكل الوسائل إحياء تاريخ أجدادهم الدموي المقيت.


في الماضي كان الحزبيون يمارسون الإرهاب على المخالفين لتوجهاتهم الديكتاتورية أمام مرأى ومسمع من السلطات.. دون أن تحرك هذه السلطات ساكنا..


الٱن.. يحاولون إعادة التاريخ للوراء بنفس الأساليب الإرهابية أمام مرأى ومسمع من السلطة أيضا.. ترى أي قوة يتوفر عليها هذا الحزب حتى تعجز السلطة في الماضي والحاضر عن لجم كباحه القبيح..


إن هذا الحزب ما زال لحد الٱن يسيء للمغرب وللمغاربة ويهين الدولة المغربية التي عجزت في الماضي والحاضر عن محاسبة بعض أنباعه..


مناسبة هذا الكلام تأتي على خلفية ما تابعناه وتابعه معنا الرأي العام المحلي بإقليم تاونات والرأي العام الوطني والدولي بسبب إستقالات قدمها بعض الشباب من هذا التظيم، وهو حق يكفله لهم الدستور وتكفله المواثيق الدولية (لكل مواطن الحق في الانتماء لأي تنظيم ومغادرته متى شاء).

التهديدات المتعلقة بالآنسة نجوى الدحان


لكن في عرف مسيري هذا الحزب بجماعة كيسان فإن الدخول للحزب متاح والخروج منه ممنوع، وإلا فإن المستقيلين منه عليهم أن يتحملوا النتائج التي لخصها أحدهم في (تشريط وجه شابة مستقيلة) وتهديدها بكل أشكال الاعتداء.. فقط لأنها قررت أن تستقيل من الحزب.. وطبقا لوصف شخص ٱخر فإن الشباب الذين غادروا الحزب يعتبرون خونة وأصحاب مصالح شخصية..

من القائل وما المناسبة؟


نجوى الدحان شابة جامعية ومثقفة من جماعة كيسان، قررت ضمن شباب ٱخربن الالتحاق بالحزب المقدس.. فكان الترحاب .. لكن حين قررت وزملائها مغادرة الحزب.. فهذا غير مسموح به لأن من يغادر الحزب القوي يوصم بالخيانة ويتلقى تهديدات بالعدوان.. وهذا ما لا يمكن السكوت عنه.


وعلى مقربة من كيسان تعرضت السيدة وفاء التويول (جماعة أوردزاغ) لنفس التهديد والسبب أنها إستقالت من ذات الحزب العتيد..

التهديدات المتعلقة بالسيدة وفاء التويول


لكن الشرط الجامع بين نجوى ووفاء هو انتماءهن معا لإطار جمعوي أحدث رجة في المنطقة بسبب اختيارات مؤسسيه وأعضائه وهو اختيار عنوانه الاستقلالية والرفض المطلق للارتماء في أحضان التيارات الحزبية على غرار ما هو متعارف عليه في المنطقة.


نجوى الدحان خُيّرت في مستهل انتمائها للحزب القوي بين جمعية رؤية للتنمية الثقافية والحضارية وبين الاستمرار في الحزب.. طبقا لما أوردته نجوى في توضيحات حيثيات إستقالتها من (حزب الله المختار) وبما أن انتماءها لرؤية لم يكن بناء على مصالح أو مغريات فقد إختارت رؤية، وتم بعد ذلك احتواء الأمر بعد تراجع الطرف الٱخر عن شرطه المجحف واستمرت في التنظيمين معا..


أما وفاء التي كانت من مؤسسي جمعية رؤية، وعضو مكتبها التنفيذي فقد مورس عليها ضغط قوي من طرف نفس الحزب وكانت نتيجة ذاك الضغط أن إستقالت من رؤية دون أن توضح الأسباب، وحتى من فقرات صياغة استقالتها يتبين مدى حجم الضغط الذي تعرضت له وفاء التويول..


لكن في نهاية المطاف فإن الحق أحق أن يتبع.. وقررت وفاء العودة إلى بيتها الثقافي والحضاري النظيف .. وتزامنت عودتها لرؤية مع استقالتها من حزب الله المختار .. فكانت النتيجة: تعرضها للتهديد من طرف شخص يعتبر من أقربائها.


دخول حزب الله المختار مفتوح.. للكل، لكن مغادرته تستوجب (تشريط الوجوه الجميلة والعدوان بكافة أشكاله).


على الجانب الٱخر وحيث رؤية كانت طرفا أساسيا في هاتين المحطتين.. لسبب وحيد.. أن هذا الإطار الثقافي المميز والمتفرد أصبح يشكل خطرا معرفيا وعلميا على الوصوليين الذين تعودوا أن يسرحوا ويمرحوا في المنطقة بلا حسيب ولا رقيب..علما أن هذا الإطار لا يشتغل بالسياسة ولا من أهدافه الانتخابات.. رؤية مشروع ثقافي وحضاري وعلمي يسعى بكل الوسائل المتاحة قانونا لتثقيف الناس كل الناس وتوعيتهم من أجل المطالبة بحقوقهم.. وتسعى رؤية لنشر ثقافة التعاون والتنمية والنهضة في منطقة جبالة خصوصا ومناطق البادية المغربية عموما..


لا شأن لنا بالسياسة ولا بتوابعها. وقد أعلنا عن أهدافنا دائما وبكل وضوح، لكن يبدو من خلال ما جرى ويجري أن السياسيين بمنطقتنا وبلدنا يكرهون الثقافة والمعرفة، ويحقدون على المثقفين والمفكرين.. وتلك هي مأساتهم..


يجري ذلك بينما رؤية تضم في صفوفها كافة التيارات السياسية والحزبية والأيديولوجية وبعض أعضائها يشاركون في العملية الانتخابية والسياسية، ومع ذلك لا أحد منا طلب منهم مغادرة أحزابهم وتنظيماتهم كشرط للالتحاق بها..


لأن الحرية والديموقراطية ليست شعارا عندنا فقط بل ممارسة واقعية وحقيقية، وهي تجربة نموذجية وفريدة ستستمر بإذن الله وما زادنا عداؤهم إلا إصرارا على مواصلة الطريق.. طريق التنمية والحرية.


بهذه المناسبة أحيي الأخت وفاء التويول لأنها أصبحت تملك قرارها وعادت لرؤية..
أحيي الأخت نجوى الدحان التي صمدت وعانت وتشبتت بإطارها الثقافي وفضلته حين خُيرت على غيره..
أحيي كافة الإخوة والأخوات الذين صمدوا معنا في وجه كل الانحرافات فما زادهم ذلك إلا إيمانا بإطارهم الثقاقي المميز .


ملاحظة: هذا المقال لا يعبر عن وجهة نظر جمعية رؤية، بقدر ما يعبر عن رأيي الشخصي.
الرباط 20 يونيو/ حزيران 2021

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock