السياسة والتجمع ولادة شبيبة مشوهة

عكاشة البورقادي
عندما نتحدث عن الديموقراطية في حزب التجمع الوطني للأحرار فاننا لا نثير هذا الموضوع من باب الترف الفكري أو من باب ممارسة العبث و لكننا نتحدث عن موضوع قائم الذات ممتدة في الاوعينا السياسي منذ دخولنا إلى هذا الحزب كمناضلين نحلم برؤية النظريات السياسية وهي تتحرك عمليا في الساحة السياسة.
وكنا فعلا نؤمن طبقا لعقيدتنا السياسية والوطنية أن نرى ذلك يتحقق بالوسائل القانونية التي يضمنها القانون الأساسي للحزب الوثيقة والمرجعية المنظمة والموجهة لسلوكنا السياسي.
كم خضنا من الحروب السياسية و من الحروب الاعلامية و التواصلية المباشرة والغير مباشرة مع المواطنين من أجل تحقيق هذا الهدف النبيل على مدى خمس سنوات من الزمن و لم نيأس رغم ما شن علينا من حروب مضادة لإيقاف مسلسل نشر الوعي الديموقراطي بين صفوف الشباب لأننا كنا ندرك تمام الادراك أن آلة العقل لن تتوقف عن الصمود في وجه كل من تخول له نفسه مراودة الدينامية التجمعية عن نفسها و ممارسة أفعال الرذيلة عليها مع الاصرار على الاستمرار في القيام بهذا الفعل الشنيع الى ما لا نهاية.
كنا واضحين في مساندة كل من يعمل على تأسيس جمعية موازية تعمل على ترسيخ الفعل الديموقراطي كهيأة قادرة على خوض معارك الخلاف السياسي و ابداء الرأي و الرأي الآخر و نحن على أتم الوعي بأن هذه المعارك هي الكفيلة بتحقيق القفزة النوعية المطلوبة لتحريك ميكانيزمات السباق النبيل نحو تدبير الشأن العام بالمغرب كقوة سياسية بديلة للعدالة التي اتخدت اجراءات قاسية في حق الشعب على مر ولايتين تشريعيتين متتاليتين.
إلا أننا مع كامل الأسف لم نتحقق من امكانية انشاء مؤسسات موازية بالمواصفات الديموقراطية التي تمثلنا نظريا من خلال أدبيات الفكر الديموقراطي لا كما هو معبر عنه من خلال المؤسسات الاعلامية للحزب ولا كما تعلمناه من الفلسفة السياسية كما يبشر بها عتاة الفكر النظري الجامعي سواء ببلادنا أو في البلدان التي سبقتنا الى الديموقراطية بسنوات أو قرون.
إن ما تم انشاؤه في حزبنا فروع وتنظيمات يقوم على ادارتها أفراد لا يتوفرون على أدنى الأدوات الكفيلة بتحقيق جودة الاداء الديموقراطي على كل الواجهات التي تشتغل عليها الديموقراطية كبناء فلسفي متكامل و فعالية ميدانية حقيقية تروم تحقيق الرفاه الفكري و الاجتماعي لعموم المناضلين داخل الحزب والسبب راجع إلى ان ولادة الشبيبة التجمعية ولادة مشوهة دات تكوين فاسد لأنه كان مبني على عنصرين خطيرين :
الأول الوعود بالمناصب (البرلمان المناصب الممنوحة والدواوين مهمة منسيقين اقليمين او جهويين )
والسبب التاني. هو ان شخصية الرئيس ليس لها وجود سياسي على الإطلاق ومكانته المالية لا تشفع في العمل الحزبي لأن هذه الصفة خلقت حب التقرب اليه الشيء الذي خلق علاقة مادية مجردة من الروح السياسية او النضال بفكر سياسي محض.
و كمثال على ذلك فروع حزب الاستقلال والعدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة وعدة تلوينات سياسية أبانت بكل ما لها من قوة عن الديمقراطية في التنظيمات واحترام هذا القرار لانه الوحيد الدي يكفل سير اي تنظيم للامام دون مشاكل وسيكون المناضل ملزما على تحمل اختياره الديمقراطي والعمل ضمن المجموعة.
إن حزبنا العتيد ابهر الجميع مع مجيء الزعيم بقوة التنظيم واسكات المناضلين بالعودة من اجل ترتيب وبناء الشبيبة من القاعدة والتخلي عن مفهوم باك صاحبي والتعيين بالهواتف ووضع كل مسبوغ آت لتسيير الشبيبات
وهذا هو سبب المباشر الذي جعل العلاقة بين الشبيبة والحزب علاقة جوفاء باردة جامدة يحركها فقط الولاء والوصولية