تونس سكان جربة يحتجون على ضحكة ساخرة ورئيس الحكومة يعتذر.

متابعة/ عبد النبي الشراط.
لم يكن رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي يعتقد أن ابتسامة ساخرة منه كرد على صحفي طرح عليه سؤالا يتعلق بإمكانية الحكومة تصنيف جزيرة جربة السياحية ولاية رقم 25، فخلال توقفه في مطار الجزيرة، في طريقة إلى مدينة بن قردان سئل هذا السؤال، لكن رئيس الحكومة رد على الصحفي بضحكة اعتبرها سكان الجزيرة ساخرة ومهينة.
حيث قهقه رئيس الحكومة واستقل سيارته متابعا طريقه نحو بن قردان لإعطاء انطلاقة مشاريع تنموية هناك.
سكان الجزيرة التقطوا الرسالة التي بثتها وسائل إعلام محلية وتناقلتها صفحات التواصل الاجتماعي، فقرروا معاقبة رئيس حكومتهم بطريقتهم الخاصة، فبعد ساعات على ضحكته غير المبررة عجت صفحات وسائل التواصل الاجتماعي بعبارات الاستنكار والاستهجان من سلوك رئيس حكومة يفترض أن يكون رئيسا لكل التونسيين.

زيارة رئيس الحكومة كانت يوم السبت الماضي الموافق للسادس من مارس الجاري وقبل وصوله لبن قردان كانت الجزيرة عن بكرة أبيها أطلقت دعوة للاحتجاج صباح الأحد الموالي، وبمجرد إطلالة صباح أمس الأحد كانت الحشود قد تجمعت في منطقة حومة السوق لتطوف شوارع المدينة مستنكرة تصرف رئيس حكومتها هشام المشيشي، مطالبة باعتذار علني.
وفيما كان عائدا من بن قردان حجت الجموع المتظاهرة إلى مطار جربة الدولي حيث سيتوقف الرئيس ليستقل من هناك طائرة للعودة لتونس العاصمة، وفي خطوة تضامنية فريدة وضع أصحاب الطاكسيات سياراتهم رهن إشارة المتظاهرين وأقلوهم بالمجان للمطار.
وهنا وقفت الشرطة سدا منيعا أمام المتظاهرين مخافة اقتحام المطار، دون أن يحدث أي احتكاك بين الشرطة والمتظاهرين الذين التزموا الوقوف بعيدا عن ردهات المطار.
رسالة السكان وصلت لرئيس حكومتهم الذي اعتذر علانية عبر وسائل الإعلام مفسرا ما جرى أنه مجرد سوء تفاهم فقط، مشددا على اعتذاره لأهل جربة واعدا إياهم بدراسة ملف مطلبهم القاضي بتحويل جربة إلى ولاية خلال اجتماع للحكومة رفيع المستوى نهاية مارس الجاري.

المظاهرة السلمية شاركت فيها كل شرائح المجتمع المدني والمرأة والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة.
وفي تدوينة لها على جدار صفحتها في فيس بوك كتبت الشاعرة والناقدة منيرة الحاج يوسف قائلة:
(أنا إبنة جربة، ولدت وترعرعت هنا وتلقيت تربية من الٱباء والأجداد الذين علموني احترام الناس مهما كانوا، ومهما اختلفنا معهم بمن فيهم المسيحيين واليهود الذين يوجدون بكثرة في المدينة.
وتابعت الناقدة التونسية قائلة: إن جزيرتنا تعاني من مشكل النفايات فخلال كل صيف تغرق جزيرتنا بالأزبال والقاذورات وتلتهب الأسعار بشكل فظيع (المواد الغذائية وغيرها) ويصبح من الصعب على سكانها البسطاء التكيف مع هذا الوضع دون أن يفكر المسؤولون بإيجاد حل لهذه المعاناة).
وتقع مدينة أو جزيرة جربة على بعد 560 كلم جنوب شرق العاصمة تونس، وتتوفر الجزيرة على معالم سياحية وتراثية ومعمارية فريدة من نوعها، بالإضافة لإيوائها أكبر كنيس يهودي الذي يحجون إليه كل عام من كل أرجاء الدنيا.

وتضم بالإضافة إلى ذلك أكبر جالية أوروبية من المسيحيين الذين أنشؤوا بها مشاريع تجارية وشركات ضخمة، بالإضافة أن جزءا كبيرا من سكانها يتبعون المذهب الإباضي، وكذلك المذهب المالكي.
وأمام هذا التنوع المتعدد الأديان والمذاهب، فإن الجزيرة تعرف تعايشا سلميا كبيرا ومنقطع النظير، بالتالي يقول أهل الجزيرة أنهم أحق بأن تصبح جزيرتهم متعددة الطوائف والأديان والمذاهب، ولاية تسحتق العناية والاهتمام من قبل المسؤولين بالدولة بدل معاناتهم في التنقل الى مركز الولاية الحالي مدنين والانتظار الطويل والوقت الضائع ، مع العلم أن الجزيرة كانت في القديم ولاية.