عبد النبي الشراط
سئلت ذات مرة في برنامج إذاعي بإحدى الدول العربية عن سبب أزمة القراء أو أزمة القراءة؟ فأكدت أننا لا نعيش أزمة قراء بل نعيش أزمة كتاب، ذلك أن الكثيرين يعمدون إلى كتابة (كتب) لا تفيد القارئ، لأن القارئ ييحث عن كتاب يستفيد منه، لا أن يدفع من جيبه نقودا كي لا يقرأ، أو بمعنى أدق لا يجد ما يقرأ.
نحن هنا في المغرب نعيش أزمتين: أزمة قراء وأزمة كتاب، كما نعيش أيضا قلة وجود الفضاءات الثقافية التي تحتضن الكتاب والقراء على السواء.
حزب جبهة القوى الديموقراطية كسر هذا الحاجز وفتح مقره الرئيسي بالرباط لكافة الأنشطة الثقافية والفكرية التي تجمع القارئ والكاتب، فتح مقره لكافة الأطياف الفكرية والثقافية والجمعوية بغض النظر عن انتماءات هؤلاء السياسية، وهي حالة نفتقدها عند بقية الكثير من الأحزاب السياسية التي لا تعير الشأن الثقافي أية أهمية، وهو ما أكده الأستاذ رشيد الياقوتي في كلمته الترحيبية اليوم (1 ماي 2024) باسم اللجنة الثقافية التابعة للمجلس الوطني للحزب التي يرأسها، وذلك بمناسبة حفل توقيع كتاب”مسار محارب، مثل الأب مثل الإبن” للكاتب التطواني الشاب الأستاذ “الزبير الملطي” الذي نظمته جمعية “نور للتضامن والتنمية” التي ترأسها السيدة “إلهام إحوضيكن” وهي جمعية نشيطة في العمل الثقافي والتضامني، وبطبيعة الحال كان التنظيم بشراكة مع اللجنة الثقافية المنبثقة عن المجلس الوطني لحزب “جبهة القوى الديموقراطية”.
السفر من أجل الثقافة:
من مدينة تطوان حضر الكاتب ومعه فريق يضم النساء والرجال، كما كان حضورا آخر من مدينة وزان، ومدن مجاورة للرباط.
كذلك كانت مدينة طنجة حاضرة في شخص الكاتب والإعلامي “المشاغب” الأستاذ “حسن بيريش” الذي أشرف على تقديم فقرات الحفل بالكثير من الحنكة الثقافية والدراية الإعلامية.
الحفل تضمن أيضا شهادات وقراءات لكل من الكاتبة “ريحانة دوعلي” والفنان التشكيلي “بوشعيب خلدون” كما أثث الفضاء جمهور نوعي من الكتاب والكاتبات وبعض الإعلاميين.
واختتم النشاط بتوزيع شهادات على من تم تكريمهم بهذه المناسبة.
وبالعودة للكتاب/الحدث، فإن الكتاب يصنف ضمن السير الذاتية، حيث رصد فيه الكاتب “الزبير الملطي” على مدى 128 صفحة من القطع المتوسط، وقد صدر عن “دار سلايكي إخوان” في طبعة أنيقة جدا.
الكاتب استعرض على مدى هذه الصفحات تجربته في الديار الفرنسية، وما يعانيه الأفراقة والعرب في هذه الديار من عنصرية تكاد تكون يومية، وفي جميع مجالات الحياة.
ويكفي الكاتب أنه وجد في نفسه الشجاعة كي يحكي تجربته في الحياة ضمن مسارات متعددة شملت طبعا والده الذي كان محاربا مع فرنسا ضد النازية، لكن فرنسا لم تنصف كثيرا من حملوا السلاح من أجلها.
كما خص الكاتب والدته بالحديث عن طموحها كامرأة قدمت الكثير في مجال عملها كمدرسة ومربية أجيال، وحكايات وتجارب عاشها الكاتب وقرر مشاركتها مع القراء والقارئات.
لا شك أن الكتاب يستحق وقفة خاصة، على أننا نكتفي الآن بهذه الإطلالة القصيرة وقد تكون هناك فرصة أخرى للوقوف عند أهم محطات هذا الكتاب.