العرب والغرب، حقائق وأباطيل

فدوى كدور (×)
من سلبيات ترجمة المخطوطات والوثائق العلمية العربية إلى اللغات الأجنبية قديما سرقة المعلومات والاكتشافات وإسنادها إلى غير أهلها، فقد استغل الغرب مجهود العلماء والمفكرين العرب والمسلمين وتبنوا بنات أفكارهم، ونسبوها لأنفسهم بل تباهوا بها وأوهمونا نحن أن لهم الفضل علينا ووجب علينا شكرهم لما وصل إليه العالم حاليا من تقدم وازدهار.
من بين تلك الأكاذيب ما خدعونا به أن إسحاق نيوتن هو عالم كبير وعبقري وأنه لا نظير له وهو مكتشف الجاذبية في قصته الخرافية تلك التي لا أساس لها من الصحة، زعموا أن التفاحة التي سقطت على رأسه وهو جالس تحت الشجرة هي من أوحت له بالنظرية،
لكن الحقيقة التي تم إخفاؤها، هي أن العالم المسلم “أبو ريحان محمد بن أحمد البيروني” كان له السبق في طرح نظرية الجاذبية، في القرن الخامس الهجري يعني قبل خرافة نيوتن بحوالي 700 عام، حيث فسر سقوط الأشياء على الأرض بفعل قوة الجذب المتمركزة فيها،
كما صحح وفضح العالم المسلم “هبة الله بن ملكا البغدادي” 560_1165 في كتابه (المعتبر في الحكمة) أخطاء العالم الوهمي “أريسطو” الذي يقول أن الأجسام الثقيلة تسقط قبل الخفيفة، وسبق “جاليليو” وغيره حينما قال أن سقوط الأجسام هو سقوط حر تحت تأثير الجاذبية الأرضية لا يتوقف على كتلة الجسم، خصوصا إذا خلت حركة الجسم من عائق خارجي،
وتحدث كذلك العالم المسلم (الحسن بن احمد بن يعقوب ) الشهير بالهمداني عن الجاذبية وقال في كتابه (الجوهرتين العتيقتين المائعتين من الصفراء والبيضاء)
ما مفاده أن الأشياء والأشخاص في ثبات من جهتي الكرة الأرضية ( أي من نصفها العلوي والسفلي)، فالمسقط دائما من جهة السماء والقدم من جهة الأرض هذه الأخيرة شبهها بحجر المغناطيس الذي تجلب قواه الحديد إلى كل جانب.
وما لا نعرفه نحن العرب وما أخفاه عنا الغرب هو أن نيوتن كان مستثمرا مهما في شركة اسمها (إسحاق نيوتن ) (بحر الجنوب) التي تقوم بجلب الرقيق من إفريقيا للمتاجرة بهم، مما سهل عليه سرقة عدة مخطوطات من العلماء العرب وهذا ما صرح به عدوه ومنافسه (روبرت هوك) الذي زعم هو كذلك أنه مكتشف الجاذبية وأنه تعرض للسرقة منه، وبعد وفاة روبرت هوك استغل نيوتن الوضع كما استغل نفوذه ومنصبه بكونه هو رئيس الجمعية الملكية وقام بإخفاء عمل منافسه وحرق صوره وجميع مخطوطاته.
وما يجب أن يعرفه شبابنا هو أن الأمة العربية الإسلامية هي أمة عالمة ذكية ومستكشفة وسباقة في شتى العلوم والمعرفة ولسيت أمة سارقة مستهلكة عالة على الأمم ،
والغرب هم من تعودوا عبر العصور ومنذ القدم استغلال جهود العلماء العرب كما يستغلونه الآن، فلولا نباهة وفطنة أبناء الأمة العربية، الذين تعج مختبراتهم بهم لما كانت لهم السيادة في الأبحاث والاختراعات، فالفضل في الأول والأخير يرجع لنا.
(×) كاتبة وشاعرة وفنانة تشكيلية