الأستاذ الحقوقي عبد المالك العسري كما جاء في شهادة الصحفي محمد كماشين على هامش حفل التكريم .

_كرونو نيوز. عبدالإله الزكري
تقدم الأستاذ الصحفي محمد كماشين خلال حفل التكريم المقام مؤخرا بالقصر الكبير من قبل المركز المغربي للحكامة و الدفاع عن حقوق الانسان و مواكبة أعمال التشريع والقضاء بإقليم العرائش و ودادية موظفي العدل على شرف الأستاذ الحقوقي عبد المالك العسري بكلمة بحق الأخير جاء فيها .
” أقر واعترف بأن تقديم شهادة في حق الأستاذ عبد المالك العسري أمر لن يكون هينا ، باعتبار أن للرجل أصفياء كثر، وصداقات متعددة امتدت خيوطها خارج المدينة بمسارات حقوقية وثقافية إنسانية فشاهدتي وإن كانت تتقاطع مع شهادات العديد من أصفياء أستاذنا الشريف سيدي عبد المالك العسري في كثير من الخصال والميزات والفضائل ، فإنها لن تكون الأمثل إطلاقا ، بل ستكون محاولة متواضعة لاغير، قد لا تفي الرجل حقه ، وأتمنى أن يحالفني التوفيق في ذلك لقد اختار الأستاذ عبد المالك العسري المسار الحقوقي عن قناعة ذاتية أملتها وعززتها تنشئته النضالية في صرح سياسي وطني آمن بأن الحرية والمساواة في الكرامة والحقوق من المسلمات ، وهكذا التحق سنة 1983 بالشبيبة الاتحادية وتدرج في دواليبها إلى أن وصل الي لجنتها المركزية لثلاث دورات مكنته من صقل تجربته النضالية الحقوقية من خلال حضور نقاشات سياسية والمشاركة فيها هذه التنشئة حدت بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان الذي تأسس من أجل الدفاع وتعزيز حقوق الإنسان والمبادىء والقيم الديمقراطية في المغرب / أقول حدت بالرئيسة الوطنية لهذه المؤسسة الأستاذة أمينة بوعياش إلى المناداة على أستاذنا عبد المالك العسري لتعزيز صفوف المجلس الجهوي لحقوق الإنسان لجهة طنجة تطوان الحسيمة سنة 2020 ومنذ هذا التاريخ وهو يرافع علي العديد القضايا والملفات وقد عرف عنه الجدية وعدم المداهنة إذا تعلق الأمر بخرق يستهدف حقا من حقوق الإنسان و قد تمبز عمل أستاذنا باشتغاله على ٱليات محورية : الإعاقة ، الطفولة، المرأة ، البيئة ..و عموما عرف الشريف سيدي عبد المالك بتدخلاته الرصينة في العديد من الملفات الحقوقية ، إلى جانب مشاركاته القيمة في العديد من الملتقيات سواء كانت محلية أو وطنية ، في إطار المجلس الجهوي لحقوق الإنسان أو فعاليات المجتمع المدني .
وعموما فقد التزم الأستاذ عبد المالك العسري بقيم :
1- الوفاء، للقيم الإنسانية الحقوقية التي آمن بها .
2- ، الترافع عن الأفراد والجماعات في إطار المبادىء التي آمن بها .
3- الاحترام ، بتجنب التدخل في قضايا لا تعنيه ولا تخص مجال اشتغاله .
إن ايمان الأستاذ عبد المالك العسري بالمبادىء السالفة ، و الانتماء لأسرة مثقفة محافظة امتهنت التعليم والعدلية والقضاء ، و عرفت بالوعظ والتصوف السني ، والانتساب للزاوية التيجانية / كل ذلك أسهم في تشكيل المكون الثقافي لديه والذي أثمر هوية ثقافية غير متقوقعة ، بالرغم من وجودها داخل خصوصية ضيقة بمجتمع محلي سمته المحافظة والإخلاص للتقاليد و رغم ذلك انطلق أستاذنا إلى فضاء أبعد ، يتناغم مع منظومة حقوق الإنسان في بعدها الكوني كالاعتراف بالآخر، وتنمية روح التسامح، ونشر ثقافة السلم والتعاون بين البشر، ونبذ الكراهية
و في سنة 1919 صدر للأستاذ عبد المالك العسري منجز تحت عتبة :نماذج ، وصور من اللسان القصري الدارج وهو كتاب سعى صاحبه إلى التعرف عن خصائص اللسان القصري الدارج من خلال بعض النماذج والصور في مختلف بنياته اللغوية الصوتية والتركيبية النحوية والدلالية وبالتالي الكشف عن علاقته باللغة العربية الفصحى ، وفي اعتقادي أنه توفق في ذلك كثيرا ، وأملي أن يواصل على نفس النهج ، ما دامت الحاجة ما زالت ملحة إلى مثل هذه الأبحاث الجادة إن الآفاق الثقافية التي ارتادها سيدي عبد المالك العسري متعددة ، لا يسعف السقف الزمني المخصص لذكرها : فمن ارتياد الحقل الإعلامي وإغنائه بكتاباته الرصينة المثمرة على واجهات منابر محترمة ، إلى كتابة سير اعلام على نمط البورتريه ، وأبحاث سلطت الضوء على جوانب قد تكاد نكون خفية من سيرهم وهو في اعتقادي أحد كتاب ” السيرة الغيرية ” بمدينتنا الحافلة بأسماء أثبتت ريادتها الفكرية المعرفية حقيقة أن لأستاذنا عبد المالك العسري قدرة تواصلية ملفتة وظفها وما يزال في علاقاته مع مكونات المجتمع المدني محليا وجهويا ومكنته من استجلاء العديد من المشكلات وتدليلها لصالح ما هو انساني ..
هذه الملكة التواصلية كانت له معينا(بفتح الميم ) ومعينا ( بضم الميم ) وهو ينقب في التراث الشفوي للمنطقة أو يقوم بتحقيقات صحفية كواحد ممن استهواهم العمل الصحفي الملتزم و إجمالا لقد نال الصديق والزميل الشريف سيدي عبد المالك العسري الحسنيين : حسن الانتماء لثقافة أصيلة فهو ابن زاوية و حسن الانتساب إلى حداثة بروافد ثقافية سياسية وهو بذلك لم يكن منغلقا داخل خصوصية ضيقة تحول دون الانطلاق إلى فضاء يتناغم مع منظومة حقوق الإنسان