فن وثقافة

رجل واحد بحجم أمة.

 

عبد النبي الشراط
تعرفت عليه قبل سنوات قليلة، كان يسأل عن إمكانية نشر بعض مؤلفاته في “دار الوطن” وكان ذلك سببا كافيا لكي نصبح أصدقاء (نختلف قليلا ونتفق كثيرا) في أمور متعددة، الفكر، الثقافة، السياسة إلخ..


كان أول عمل ثقافي بيننا حين أطلق مشروعه الجماعي الأول (قصيدة وطن) التي شارك في نظمها أكثر من مائة شاعر وشاعرة من مختلف أقطار الوطن العربي، وبلا منازع كان أول مشروع عربي بهذا الحجم الضخم، بالرغم من أنه لم ينل حقه من النقد والمتابعة والمواكبة، لأن الكثير من النقاد يبحثون عن “كاتبات” مغمورات ليتابعن “منشوراتهن” السخيفة على وسائط التواصل الاجتماعي، لأن “الكاتبات” لهن ما لهن…

وثاني مشروع أطلقه كان بعنوان (عينية الوجع العربي)وطبع في سورية على ما أعتقد، وشارك بهذا العمل عدد مقدر من الشعراء والشاعرات المرموقين والمرموقات، من أقطار عربية متعددة.
ثم أطلق مشروعه الثالث (هذا العراق) ..

في وسط هذه الانشغالات أثار انتباهي عنوان أحد مؤلفاته القيمة، التي تعدت الثمانين مؤلفا، وعنوانه (نظرية فارسية التشيع) فاقترحت عليه أن يمدني بنسخة وورد من الكتاب للاطلاع فقط، لكنني حين قرأت الكتاب أصبت بالذهول، على أساس أن الرجل/ الكاتب، لم يحصر مؤلفه في قضية التشيع فقط، بل كان الكتاب سردا تاريخيا واقعيا لتاريخ هذه الأمة، منذ قبل البعثة المحمدية إلى الآن تقريبا، والكتاب ضخم يقع في أكثر من أربعمائة صفحة من القطع الكبير، فتبنته دار الوطن وأصدرته في طبعة أنيقة جدا..

طيلة سنوات منذ (2021) إلى الآن لم نتوقف عن التواصل والنقاش في مواضيع متعددة، حتى أنه أصبح مرجعي الخاص في الكثير من المعلومات والمعطيات التاريخية الدقيقة، ليس لأنه صديق وأثق به، بل لأنه موسوعة أدبية وعلمية وفلسفية، فهو قبل أن يجيبك على مطلبك يدقق في المعلومات ويبعثها إليك بمراجعها المختلفة.

قبل أشهر أطلق قناة خاصة على اليوتيوب، وقبل أسابيع معدودة فقط، أطلق فكرة رهيبة جدا لا أعتقد أن أحدا سبقه إليها، ويتعلق الأمر بمعرض الكتاب الواسطي الأول (بمدينة واسط) مسقط رأسه، وكان شعار المعرض في بداية الأمر، (واسط تكتب، واسط تقرأ) لكنه عدل من الشعار وجعله:
(واسط تكتب، العالم يقرأ) والحقيقة أن التعديل كان في محله.. وأنا أتابع تطورات فكرة المعرض خفت أن “يفشل” الرجل، لم أحدثه لحد الآن بالأمر، لكنني أتابع أخبار المعرض يوما بيوم، وربما لحظة بلحظة، وكان المعرض حقيقة، وتم افتتاحه أمس الأربعاء ١٩ أكتوبر الجاري (٢٠٢٣)، وبالرغم من أن المساحة التي أقيم عليها المعرض تبدو متواضعة، لكن النجاح يكمن في الفكرة ونجاحها قبل أي شيء آخر، وهاهو (معرض واسط) في يومه الثاني، وقد حقق هذا النجاح بفضل تعاون الكتاب والمؤلفين والشعراء مع الرجل، وكذلك بفضل الجهات التي قد تكون دعمت المعرض بشكل أو بآخر، هذا هو “صالح الطائي” فإسمه الأول يدل على الصلاح واسمه الثاني يرتبط بالنخوة والكرم.
تحية من المغرب للدكتور الطائي.
تحية لكتاب وكاتبات واسط
تحية للمسؤولين في واسط الذين يسروا أمر المعرض بلا تعقيدات
تحية لقراء وقارئات واسط، وإن شاء الله يصبح المعرض وطنيا ودوليا.
تحية لكم بحجم الكون كله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock