مقالات الرأي

اعتبرها منظمة إرهابية أنور مالك: جبهة بوليساريو توظفها إيران لزعزعة أمن المنطقة المغاربية

مؤتمر المقاومة الإيرانية في باريس ينعقد بحضور شخصيات عربية ودولية بارزة


عبد النبي الشراط
بعد مشاركته مؤخرا في ندوة سياسية بمدينة الداخلة، وأنجز تحقيقا صحفيا متميزا: أين البوليساريو؟ وأكد في العديد من مداخلاته القيمة، أن جبهة البوليساريو إنتهت للأبد، ووجه العديد من الرسائل للشعب الجزائري الشقيق أكد عبرها، أن الحكومة الجزائرية تنفق الملايير من أجل وهم لا يمكن تحقيقه، وخلال زبارته للداخلة وقف على الكثير من الحقائق وزار عددا من المناطق، أهمها معبر الگرگرات ونقل حقائق من على الأرض، لا يمكن دحضها من قبل من يسعون إلى إطالة أمد النزاع المصطنع، ومن قبل الجزائر تحديدا..


بعد ذلك زار مدينة الرباط التي أقام بها أياما، وكانت فرصة للتعرف عن قرب عن هذا الرجل الذي يدافع عن الحق والمنطق، بالرغم من تعرضه للكثير من الضغوطات لكنه أبى إلا أن يسير رفقة الحق والحقيقة، دون مواربة ولا خوف..

أنور مالك


إلتقيت به بالرباط وتحدثنا في أمور متعددة، ولأول مرة علمت أن الرجل تعرض للتعذيب داخل بلده الجزائر ما زال يعاني من ٱثاره لحد الٱن، فقط لأنه كان يحاول قول الحق، ويستنكر ما يراه منكرا في بلده.


قبل ذلك وتحديدا في سنة 2013، كان قد جمعنا لقاء عبر الأثير في محطة إذاعية دولية، وكان الموضوع مخصص للتعرف عن شيعة المغرب العربي، وبالرغم من أن اللقاء لم يكن مباشرا، إلا أننا التقينا في الكثير من النقط أهمها: أن التشيع في المغرب العربي سببه سياسي وليس عقائدي، وقد أكدت في مداخلتي بأن المغرب لا يطارد الشيعة المغاربة من أجل عقيدتهم، وإنما هم كغيرهم من التيارات الأخرى، يحاسبون قانونيا حينما يهددون أمن البلاد، لأن القانون يسري على الجميع، وتطرق مالك إلى دور إيران في نشر التشيع في مناطق دول المغرب العربي بكل الوسائل التي تملك، خاصة في منطقة أفريقيا.


فرصة اللقاء مع الكاتب والمفكر الجزائري “أنور مالك” وفرها الدكتور المصطفى بن علي الأمين العام لحزب جبهة القوى الديموقراطية بالمغرب، وكانت كما أشرت.. فرصة لمعرفة أنور عن قرب..


مناسبة هذا الحديث جاءت على خلفية مشاركته في مؤتمر “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية” بباريس خلال الفترة 1و2 يوليو 2023، ولقد ذهلت حقا حينما استمعت لمداخلته القيمة أمام المؤتمرين إذ تحدث بلغة الوضوح وليس بلغة الخشب، تحدث بلغة الصدق ولم يتحدث بلغة المهادنة، خاصة حينما أكد في معرض حديثه بخصوص المنظمات الإرهابية في العالم بأن جبهة بوليساريو يجب تصنيفها كمنظمة إرهابية، لعدة أسباب منها:

أنها تحتجز مواطنين مغاربة داخل مخيمات تندوف برعاية ودعم الجزائر.

أن هذه المنظمة الإرهابية تنفذ الأجندة الإيرانية في المنطقة، خاصة بعدما أصبحت إيران في عهد الملالي، تدعمها بالمال والسلاح من أجل تخريب البلدان المغاربية انطلاقا من التراب الجزائري.. ودعا المجتمع الدولي إلى الوقوف عن حقائق هذه (الجبهة) التي ترعاها الجزائر، بينما دخلت إيران على الخط لتنفيذ مخططاتها التخريبية في المنطقة عبرها.


انور مالك، يتعرض للضغوطات ليس من طرف الجزائر فقط بل من جهات متعددة ضمنها إيران، ولقد حاولوا شراءه بالمال الكثير فقط ليصمت، لكن يبدو أن الرجل قرر مواصلة قول الحق، حتى لو أدى مقابل ذلك حياته، كما أكد عليها أكثر من مرة، وهو بدون شك قدم ويقدم خدمة كبيرة لقضيتنا الوطنية العادلة، حتى أنه شكك في أن “البوليساريو” وإن حققت (وهذا مستحيل) حلمها في إقامة دولتها المزعومة فإن هذه الدولة ستكون تابعة للجزائر، لأن هذه الأخيرة خسرت وما زالت تخسر الملايير من أموال الشعب الجزائري من أجل قضية خاسرة، وأكد مالك في العديد من تصريحاته بأن البوليساريو ترفض حل الحكم الذاتي الذي دعا إليه المغرب، بينما ستجد نفسها ذات يوم لا تتمتع بأكثر من “حكم ذاتي” تحت سيادة الجزائر. وحري بها أن تقبل الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب، علما أن الصحراويين يعتبرون أنفسهم وقد قرروا مصيرهم بانتمائهم الدائم لوطنهم المغرب..


وبعودتنا إلى مؤتمر المقاومة الإيرانية، فإننا نرى بلا شك مدى تعطش الشعب الإيراني للحرية والديموقراطية والحياة الكريمة، التي افتقدها هذا الشعب منذ أربعين عاما، لقد دمر الملالي كل شيء، حتى الإنسان عبثوا بحريته وإنسانيته وجعلوا منه مجرد وسيلة للقمع والتنكيل، لكن بلا شك أن هذا الشعب سينعم يوما بالحرية، وأنا أتذكر بلا شك معاناة سكان مخيم أشرف الذي كان يضم خيرة من نساء ورجال المقاومة الإيرانية، وبالرغم من أن سكان أشرف كانوا مسالمين ولا يتدخلون بشؤون العراق، لكن بمجرد صعود نوري المالكي لرئاسة الوزراء في إيران فقد قرر أن يبيد سكان المخيم بناء على أوامر من نظام الملالي في طهران، ولا أنسى كذلك المضربون عن الطعام الذين دام إضرابهم 72 يوما كاملة..

وأتذكر حينما تم توزيع سكان مخيم أشرف على مناطق متعددة في بغداد لكي تسهل إبادتهم.. كان ذلك بالتحديد سنة 2011، وحينئذ كنت كتبت مقالا عبارة عن استغاثة للمجتمع الدولي بعنوان: “العالم يصرخ.. أنقذوا الأشرفيين” وقد عشنا لحظات وأيام وشهور مع مناضلي ومناضلات المقاومة الإيرانية، وكللت الجهود بخروج هؤلاء الشرفاء من العراق.


الآن بعد هذه السنوات نرى أن المقاومة الإيرانية تتمدد في كل مناطق العالم، وفي مؤتمرها الأخير حظرت شخصيات وازنة من أمريكا وأوروبا وكندا (نائب الرئيس الأمريكي الأسبق، ورئيس وزراء كندا الأسبق وغير ذلك من الشخصيات السياسية والفكرية من مختلف أنحاء العالم، والكل يساند ويدعم المقاومة الإيرانية، بقيادة السيدة مريم رجوي، ويدعمون انتفاضة الشعب الإيراني الذي يتوق الآن أكثر من أي وقت مضى إلى الحرية والانعتاق.
ووسط كل ذلك، كانت كلمة أنور مالك تقاطع بالتصفيق من حين لآخر، فقط لأنه تحدث بصدق وقال كلمة حق ضد الملالي الجائرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock