سياسة

دخل السياسة من “ثقبها” الضيق.. وقد ينتهي به المآل في مستشفى المجانين.

  • قصة “زعيم سياسي” خارج التغطية..

كتب/ عبد النبي الشراط
تتعدد المصائب السياسية في هذا البلد كلما صعد مهرج جديد يزعم لنفسه ما لا يمكنه أن يحصل عليه، وقد عشنا الكثير من هذه المصائب السياسية، لكن لا أحد من المهرجين السابقين ولا أعتقد حتى من اللاحقين أن أحدهم ستصل به الجرأة ليفعل ما يفعله الٱن شخص يُحمل نفسه ما لا تطيق، خاصة بعدما لقب نفسه بلقبين متناقضين، فهو:

  • في حزب جبهة القوى الديموقراطية أمين عام..
  • ونائب الكاتب العام في الحزب الديموقراطي الوطني!
    فهل يمكن لعاقل منكم أيها السادة أن يصدق هذا؟
    نعم يجب أن تصدقوا رغما عنكم كما صدقت أنا رغما عني..
    دخل السياسة من “ثقبها” الضيق.. وقد ينتهي به المآل في مستشفى المجانين.أغرب من ذلك أنه ورط معه الكثير من خلق الله بسبب جهله للقوانين التي تنظم قواعد السياسة بالبلاد، في مقدمتها: القانون المؤطر للأحزاب السياسية.
    كنت قبل أيام نشرت مقالا في الموضوع ووعدت القراء بمتابعة القصة..
    دعونا نتابع فصولها، لكن بشكل مختلف ومشوق أكثر مما كنت أتوقعه أنا شخصيا.
    لقد اضطررت لمتابعة القصة انطلاقا من المستجدات التي “نزلت من السماء” دون أن أتوقعها، وسوف أرجئ ما كنت عازما على متابعته إلى فصول أخرى..
    بينما كنت أعد الحلقة الثانية من هذه القصة المشوقة جدا، جاءت مستجدات فضلت أن أعجل بها الٱن لأنها مثيرة جدا ومرعبة في ٱن واحد!
    يمكن أن نقرأ الفقرات التالية التي أنقلها حرفيا من وثيقة رسمية ثم نتابع.
    (الفصل الثاني: بموجب هذا العقد قام الطرف الأول بكراء الشقة التي ‘توجد’ بالطابق الأول من المنزل الكائن بتجزئة … رقم… سيدي يحيى زعير وقد ‘إطلع’ عليه المكتري وقبله القبول التام من أجل استغلاله مقرا للحزب الديموقراطي الوطني)..
    وقد إطلع الطرف الثاني في هذه الوثيقة (عقد كراء) هو نفس الشخص الذي يدعي أنه “الأمين العام الشرعي لحزب جبهة القوى الديموقراطية” وقد واصلت التحريات فاكتشفت أن “السيد الأمين العام الشرعي جدا” مسجل بسجلات وزارة الداخلية المغربية أنه يحمل صفة “نائب الكاتب العام” للحزب الديموقراطي الوطني” ..
    نتوقف قليلا عند عقد الكراء، الذي يفيد بأن “الأمين العام” هنا و”نائب الكاتب العام هناك” قد أدى للطرف الأول صاحب المحل تسبيق لثلاثة أشهر بمبلغ قدره 9000 تسعة ٱلاف درهم بما يعادل 3000 ثلاثة ٱلاف درهم للشهر، ويبدو أنه توقف هنا عن الأداء فظل المقر مغلقا إلى يومنا هذا وذلك منذ شهر غشت من سنة 2022، (وللتذكير فإن الأمين العام الشرعي ونائب الكاتب العام الشرعي أيضا، كان قد نظم سنة 2019 “مؤتمرا استثنائيا” باسم حزب جبهة القوى الديموقراطية ونظم بعده الكثير من اللقاءات والتجمعات السرية وبعضها في قاعات الحفلات، وما زال مصرا لحد كتابة هذه السطور على أنه أمينا عاما شرعيا لهذا الحزب، بينما سنة 2022، إستأجر مقرا لحزب ٱخر..) – (المهم إلى ما شدت هنا تشد هناك) والزمن طويل.
    وبما أنه لم يعد يجيب مالك المقر حتى في التلفون طيلة هذه المدة الزمنية، فقد اضطر الكاتب العام للحزب الديموقراطي الوطني، موسى السعدي إلى مراسلة المالك بتاريخ 4- 4- 2023، يخطره عبر كتاب رسمي بأن الحزب سيسلم له المقر وعلل كاتب عام الحزب الديموقراطي الوطني بأن ذلك يعود لأسباب داخلية.. دون إعطاء توضيحات، هل مالك المقر سوف يتوصل بمستحقاته المالية أم لا..
    وحسب مستنتجاتي الشخصية فإن هذه الأمور كلها لا يمكن أن يقوم بها شخص سليم “فكريا” على الأقل، لقد قلب الدنيا وأقام القيامة قبل موعدها الإلهي، من أجل أن يكون أمين عام حزب جبهة القوى الديموقراطية، لكنه في ذات الوقت يحمل صفة حزبية أخرى داخل حزب سياسي ٱخر، وهذا دليل على أنه لا يقرأ.. لأن القانون المنظم للأحزاب السياسية بالمغرب في مادته 21، يمنع على أي شخص أن ينتمي لأكثر من حزب سياسي في نفس الوقت، تحت طائلة المتابعة القانونية، لكن إبن نواحي مدينة الجديدة هو الوحيد في العالم كله وليس في المغرب وحسب يحمل صفتين قياديتين داخل حزبين سياسيين مختلفين في التوجه.. فهل سمعتم بهذا ياسادة من قبل؟
    وإذا عدنا لشطحاته البهلوانية داخل حزب جبهة القوى الديموقراطية، فإنه ظل يدبج مراسلاته للمسؤولين على ورق يحمل شعار الحزب وبعنوانه القديم الذي تم تغييره ابتداء من شهر يناير 2023، وتم نقل المقر الرئيسي للحزب بشكل قانوني وتسلم أمينه العام مصطفى بن علي وصلا من وزارة الداخلية بشكل قانوني، ولكنه مؤخرا بدأ يذيل مراسلاته بعنوان صندوق بريدي كما أشرنا لذلك في المقال السابق، وكان حري به على الأقل أم يضع عنوان مقر “سيدي يحيى زعير” وأن يكتب عليه لافتتين تحمل إسم الجبهة والديموقراطي، بالتالي أقترح على هذا الشخص أن يعلن لأتباعه أنه قرر دمج الحزبين معا ويعين نفسه رئيسا وأمينا وكاتبا، ويمكنه أن يضيف من الصفات الأخرى ما يشاء.
    نتوقف هنا على أمل أن نتابع بقية فصول القصة.. فما زال فيها الكثير الكثير..
    (المهم على قول صديقنا حميد شباط: مبروك العيد)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock