سياسة

المشهد الحزبي المغربي بمنظور الأحزاب في ندوة بالرباط.

ــ بنعلي: تدني المستوى السياسي الحكومي في أزمة التعليم جعلت الأمور تنفلت... ــ بنعبد الله: هل تحتاج الأحزاب لإعادة النظر في ذاتها؟

الرباط/ يونس غنمات
“المشهد الحزبي بين مركزية الأوراش الإستراتيجية والرهانات السياسية” موضوع ندوة نظمها معهد الدراسات العليا للتدبير، بشراكة مع المنتدى المغربي للشباب وموقع هسبريس وتيل كيل عربي، (21 ديسمبر2023) حيث استضافت الندوة: المصطفى بن علي الأمين العام لحزب جبهة القوى الديموقراطية، نبيل بن عبد الله الأمين العام لحزب التقدم والإشتراكية؛ بنمهدي مزواري، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي ولحسن حداد برلماني عن حزب الاستقلال ورئيس اللجنة البرلمانية المشتركة المغربية الأوروبية.


في بداية الندوة، حاول الأستاذ نبيل بن عبد الله الإجابة عن السؤال: هل الأزمة السياسة معرقلة للأوراش الكبرى المفتوحة في المغرب؟ ودور النخب السياسية، وهل تحتاج لإعادة النظر في ذاتها(الأحزاب) ؟


مؤكدا أنه في الماضي كانت مجموعة من القضايا التحررية الوطنية والعالمية تطرح للنقاش في مختلف الأوساط مما يخلق دينامية فكرية وسياسية وهو ما لم يعد الآن موجودا، وإذا وجد فإنه بشكل محتشم.


وأضاف بأن الممارسة السياسية اليوم تبعد المواطن والشباب بالخصوص من كل ما يتعلق بالشأن الحزبي.


وأشار إلى أن الأزمة السياسية تعود للممارسات التي نُهجت منذ الاستقلال لتفريغ العمل الحزبي من مضمونه النبيل. كما أعرب عن أسفه لما وصل إليه المشهد السياسي من خلق قوى سياسية بعيدة عن تطلعات وانتظارات المواطن، مما أدى إلى العزوف عن الممارسة والاهتمام بالحقل السياسي لدى فئة كبيرة من الناس.


وأعطى مثالا لفشل الممارسة السياسية لدى الحكومة الحالية بإضرابات نساء ورجال التعليم مؤكدا أن مطالب رجال التعليم مشروعة في الأصل وأن الحكومة أخلت بالتزاماتها في تنزيل الاتفاقيات مع النقابات التعليمية رغم أن هذه الالتزامات مسطرة في برامجها الانتخابية.


أما الدكتور المصطفى بنعلي فقد تطرق في مداخلته إلى الهوّة التي تفصل بين السياسي وعموم مكونات المجتمع، لأن السياسة الحقة هي الحل وأن لا بديل عنها لكونها هي الحل للمشاكل الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية والبيئية…المطروحة في المجتمع.


وأضاف قائلا: أنه لا بديل عن الأحزاب السياسية باعتبارها من الوسائط الرئيسية للديموقراطية رغم الإكراهات الذاتية والموضوعية التي تعرفها الأحزاب، وشدد على أنه من الأخطاء التي يقع فيها الجميع للخروج من أزمة السياسة هي محاولة البعض محاكاة الماضي وهو خطأ… لأن اليوم ليس هو الأمس.
وأشار إلى أن دور الأحزاب السياسية محوري في بناء السلم الاجتماعي من خلال التأطير والترافع الحقيقي عن حقوق المواطن والارتقاء به بما ينعكس على الوضع الاجتماعي للمواطن والوطن ككل، وأن ما يقع الآن في ليبيا على سبيل المثال إنما هو نتيجة غياب الأحزاب السياسية كليا عن مؤسسات الدولة.
وأضاف بنعلي، أنه من بين المشاكل الموجودة اليوم هو عدم تنزيل الدستور بصورة صحيحة تسمح لمختلف المؤسسات والهيئات القيام بدورها، كهيئة المساواة التي لم تر النور بعد، وكان من مهامها تأطير النقاشات المجتمعية المرتبطة بالقوانين المؤطرة للمساواة بين المرأة والرجل.


وربط أمين عام حزب جبهة القوى الديموقراطية، مشكل التعليم بتدني المستوى السياسي للحكومة التي وقعت مع النقابات تفاهمات همت مطالب الشغيلة التعليمية، ورغم ذلك لا زال رجال ونساء التعليم متمسكون بالإضراب. وهو ما يفسر الهوة الكبيرة بين عموم الموظفين من جهة والحكومة والنقابات من جهة أخرى لعدم الثقة في الحكومة التي لم تف بالتزاماتها سابقا.


وفي نفس السياق أوضح بنعلي، أن من لديه رأي لا يملك تمثيلية ومن يملك تمثيلية لا رأي له وهو ما نعاينه الآن فيما يسمى بالتمثيليات (التنسيقيات). وللخروج من هذا الوضع يقول د. بنعلي يجب إعطاء فرص حقيقية للأحزاب والنقابات وباقي المؤسسات للاشتغال والقيام بأدوارها الدستورية.


من جانبه، تطرق الأستاذ لحسن حداد لضعف الخطاب السياسي، وهو الأمر الذي تعاني منه الأحزاب والنقابات، مشددا على أن تبخيس دور البرلمان وفتور دور المعارضة له تأثير على العمل الحكومي.


مشيرا بذلك للانغلاق السياسي للأحزاب عن محيطها الوطني والدولي مما انعكس سلبا على النقاش السياسي العمومي، وأن الأحزاب لم يعد لها رأي في الأحداث والأوراش إما لغياب النخب أو الخوف أو (التقية).


أما الأستاذ مهدي مزواري، فقد أقرّ بغياب النقاش السياسي الحكومة التي تدبر والمعارضة التي تحاول تقويم العرض الحكومي. هذا النقاش الذي كان ينتقل للمجتمع من خلال الأحزاب لم يعد كذلك. الآن، وعزا المشكل لطريقة تدبير الانتخابات وتنزيل السياسات والمشاريع وفتح النقاشات حولها.


الندوة كانت من تنشيط الإعلامي نوفل العواملة بحضور مجموعة من المهتمين بالشأن الحزبي وذلك بمقر معهد الدراسات العليا للتدبير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock